109

شرح المطلع على متن إيساغوجي

تصانيف

حينئذٍ نقول: دلالة التزام أو لا؟ دلالة التزام، لكنه لم يوجد إلا في الذهن.
هذا هو التعليل.
قال: (لأن اللزوم الخارجي فقط لو جُعل) هذا اللزوم الخارجي (شرطًا في تحقق دلالة الالتزام لم تتحقق دلالة الالتزام بدونه؛ لامتناع تحقق المشروط بدون الشرط) كالصلاة بالنسبة للطهارة، لا تتحقق الصلاة بدون الطهارة.
(كذلك لا تتحقق دلالة التزام بدون اللازم الخارجي، واللازم باطل، فكذا الملزوم).
قال: (اللازم باطل) أي: انتفاء تحقق دلالة التزام بدون اللزوم الخارجي فقط.
(فكذا الملزوم) لأن بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم.
أي: كون اللزوم الخارجي فقط شرطًا في دلالة الالتزام، ما الدليل على البطلان؟
قال: (لأن العدم كالعمى يدل على الملَكة كالبصر التزامًا) لأن العمى عدم البصر عما من شأنه أن يكون بصيرًا، مع أن بينهما معاندة في الخارج.
(لأن العدم) يعني: اللفظ الدال على العدم.
(كالعمى) العمى هذا سَلْب معناه سلبٌ، عدم بصرٍ إذًا معناه: عدم.
(يدل على الملكة) يعني: الشيء الموجود (كالبصر) لأن العمى معناه: سلبُ البصر.
إذًا: عدمٌ دل على وجود، لكن وجود البصر في الذهن، أما في الخارج فهما متنافيان.
لأن العمى عدم البصر -معناه- أو سلب البصر، عمّا من شأنه أن يكون بصيرًا. يعني: كالإنسان، الحيوان مثلًا وأما الجدار فلا يوصف لأنه غير مهيأ، ولذلك قال هنا: (عمَّا من شأنه) إشارة إلى أن الجماد لا يوصف بالعمى، مع أن بينهما معاندة في الخارج.
هذا المثال يبطل اشتراط اللزوم الخارجي في دلالة الالتزام، يعني: كما أراد هناك القرافي أن يأتيَ بمثال يبطل حصر الدلالة في الثلاث.
هنا جئنا بمثال يدل على وجود اللزوم الذهني دون الخارجي، فبطَل الاشتراط من أصله، هذا المراد بهذا المثال، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ... !!!

4 / 33