الخطيرة في المجتمع بمعاني العقيدة.
واستدل محمد رشيد رضا في المنار على أن لوطًا ﵇ قد دعا قومه إلى توحيد الله تعالى، وأنه لم يترك تحذيرهم من الشرك، بدلالة سياق الآيات؛ إذ يقول عند تفسيره لقوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ): (النسق الذي قبل هذا يقتضي أن يكون المعنى: وأرسلنا لوطًا، ولكن حذف هنا متعلق الإرسال وركنه الأول وهو توحيد العبادة للعلم له بما قبله، ومما ذكر في غير هذه السورة، أي: أرسلناه في الوقت الذي أنكر على قومه بفعل الفاحشة فيما بلغهم من دعوى الرسالة).
ونظر بعض المفسرين إلى التوافق الزمني بين لوط والخليل إبراهيم ﵉، وإيمان لوط بإبراهيم كما جاء في قوله تعالى: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فقال: إن النسب في عدم التصريح بدعوة لوط ﵇ قومه إلى التوحيد؛ لأن لوطًا ﵇ كان له قوم، وكان قومه على قرب من قوم إبراهيم وفي زمانه، وقد سبقه إبراهيم ﵇ بالدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، واجتهد فيه حتى اشتهر