265

الشرك في القديم والحديث

الناشر

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وتلبسوا بكل رذيلة، فنزعوا عنهم جلابيب الحياء، واتفق في حقهم أنهم كانوا من أشر أهل الأرض طوية وأفسدهم سريرة، وأرداهم خلاقًا، لا يستحيون من منكر، بل يأتون في ناديهم المنكر جهارًا وعلنًا دون حياء أو خجل، ولا يتعففون عن معصية، بل ويأتونها على رؤوس الأشهاد دون وازع من دين أو تأنيب ضمير؛ يسفاد هذا مما قصه الله تعالى علينا من أخبارهم، وكفى باستيائه ﵇ من مجيء أضيافه خوفًا من انتهاك كرامتهم من قبل المكذبين من قومه شاهدًا على جرمهم، كما قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ).
وكان من خصالهم ما يلي:
تصفيف الشعر، وحل الإزار، ورمي البندق، والخذف بالحصى، واللعب بالحمام والطيارة، والنرد، والشطرنج، والصفير بالأصابع، وفرقة العلك، وإسبال الإزار، (أي إذا لبسوه)، وحل أزار الأقبية، وإدمان شرب الخمر، وإتيان الذكور، والتضارط في مجالسهم.
وهذه الخصال كلها أو بعضها معنية بالآية التي ذكرت في سورة العنكبوت: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)، وقد قال الإمام ابن

1 / 271