الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
العاشرة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
وادعت هذه الفئة الخبيثة وهذه الفرقة المارقة عن الدين وعلى رأسهم عبد الله بن سبأ أن علي بن أبي طالب ﵁ هو الذي لقنهم هذه التعاليم، وهم لم يتلقوا هذه الأفكار إلا منه كما أشار إلى ذلك الكثيرون من المؤرخين وأئمة الرجال والفرق. ويؤيد ذلك ما ذكره النوبختي أن عبد الله بن سبأ كان يقول في حياة علي ﵁ أن عليًا هو الذي أمره باللعن والطعن على أبي بكر وعمر ﵄ (١).
فانخدع به كثير من الشيعة ومالوا إليه وإلى أقواله والعقائد التي اخترعها واختلقها، وبذلك تطور التشيع الأول وتغيرت الشيعة الأولى، فصار التشيع مذهبًا دينيًا بعد أن كان سياسيًا محضًا، وصارت الشيعة حزبًا دينيا بعد أن كانوا حزبًا سياسيًا خالصًا.
ولقد قال بهذا القول المستشرق الألماني "ولهوزن" أيضًا حيث يذكر الشيعة الأولى بأنهم تمكنوا أولًا في العراق.
ولم يكونوا في الأصل فرقة دينية، بل تعبيرًا عن الرأي السياسي في هذا الإقليم كله. فكان جميع سكان العراق، خصوصًا أهل الكوفة، خصوصًا القبائل ورؤساء القبائل، ولا يلاحظ بينهم إلا درجات في التشيع. لقد كان علي في نظرهم رمزًا لسيادة بلدهم المفقود. ومن هنا نشأ تمجيد شخصه وآل بيته، تمجيدًا لم يرتح له أثناء حياته، على أنه ما لبث أن تكونت في أحضان مذهب سري عبادة حقيقية لشخصه (٢) ".
وهذا هو القول الحق لأن عليًا ﵁ لم ينقل في الصحيح عنه أنه كان يعد نفسه أو أهل بيته مختلفين عن أبي بكر وعمر
_________
(١) - فرق الشيعة للنوبختي ص ٤٤.
(٢) - الخوارج والشيعة ص ١١٣ ..
1 / 69