221

كتاب شفاء الأوام

تصانيف

(خبر) وعن جابر بن عمران، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((خذوا جنتكم)) قالوا: يا رسول الله من عدو حضر؟ قال: ((لا بل من النار))، قال: قلنا: وما جنتنا؟ قال: ((سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، ومعقبات، ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات)) وفي هذا التسبيح من الفضل العظيم ما لا يتسع له هذا المختصر.

قال المؤيد بالله: وقد استدل يحيى بن الحسين عليه السلام بأن قال: وجدنا أذكار الصلاة تختلف فمنها ما يجهر في جميع الأحوال وهو التكبير والتسليم، ومنها ما يجهر به في حال ويخافت به في حال وهي القراءة في الأولتين من المكتوبات فإنها يجهر بها في المغرب والعشاء وفي الفجر ويخافت في الظهر والعصر، ومنها ما يخافت به في جميع الأحوال وهو التسبيح في الركوع والسجود وما يجري مجراه من التشهد، فلما وجدنا ما يقال في الركعتين الأخيرتين مخافتة به في جميع الأحوال، قلنا: إن الأولى أن يكون تسبيحا، فإن قيل: إن قولكم هذا ظاهر الفساد؛ لأنه يؤدي إلى أنه يكون غير القرآن من الذكر أفضل من القرآن.

قال المؤيد بالله: لسنا نقول ذلك مطلقا، ولا يؤدي قولنا إليه، وإنما نقول الركعتين الأخيرتين هما موضع التسبيح، فالتسبيح فيهما أفضل من القرآن ألا ترى أنه لا خلاف في أن التسبيح في الركوع والسجود أفضل من القراءة، ولما كان موضع التسبيح لم يؤدي ذلك إلى أن يكون التسبيح أفضل من القرآن يؤكد ذلك أنا نمنع الحائض والنفساء والجنب من قراءة القرآن، ولا نمنعهم من التسبيح فبان أن الأحوال تختلف فمن الأحوال ما يمنع معها من القراءة رأسا ولا يمنع من سائر الأذكار، ومنها ما يختار معها سائر الأذكار على القراءة وشيء من ذلك لا يوجب أن يكون غير القرآن من الأذكار أفضل من القرآن وهذا واضح.

وسادسها: التشهد الأوسط فإنه مسنون.

صفحة ٢٢٢