وأما كونه مبدأ للحركة فى الجواهر فمثل حال الطبيعة التي تحرك إلى الصورة معدة (1) بإصلاح الكم والكيف على ما تعلم (2). وأما حصول الصورة فعسى أن (3) لا تكون الطبيعة مفيدتها (4)، بل (5) تكون مهيئة لها ، وتستفاد مواضع آخر. والأولى أن يعلم هذا من صناعة أخرى ، فهذا (6) هو حد الطبيعة التي هى كالجنسية (7) وتعطى كل واحدة (8) من الطبائع التي تحتها معناها.
* [الفصل السادس] و فصل (9) * فى نسبة الطبيعة الى المادة والصورة والحركة
إن (10) لكل (11) جسم طبيعة ومادة وصورة وأعراضا. وطبيعته (12) هى القوة التي يصدر عنها تحركه (13) أو تغيره الذي يتكون (14) عن ذاته ، وكذلك سكونه وثباته. وصورته هى ماهيته التي بها هو. ما هو ومادته هى المعنى الحامل (15) لماهيته والأعراض هى الأمور التي إذا تصورت مادته بصورته وتمت نوعيته لزمته أو عرضت له من خارج. وربما كانت طبيعة (16) الشىء هى بعينها صورته ، وربما لم تكن. أما فى البسائط فإن الطبيعة هى الصورة بعينها ، فإن طبيعة الماء (17) هى بعينها الماهية التي بها الماء هو ، ما هو لكنها إنما تكون طبيعة باعتبار وصورة باعتبار. فإذا الحركات قيست إلى الحركات والأفعال الصادرة عنها سميت طبيعة وإذا قيست إلى تقويمها لنوع الماء ، وإن لم يلتفت إلى ما يصدر عنها من الآثار والحركات سميت صورة. فصورة الماء مثلا قوة أقامت هيولى الماء نوعا ، وتلك
صفحة ٣٤