* [الفصل الرابع] د فصل * فى تعقب (2) ما قاله برمانيدس وماليسوس (3) فى امر مبادئ الوجود (4) (5)
وإذ قد (6) بلغنا هذا المبلغ فقد سألنا بعض أصحابنا أن نتكلم عن المذاهب المستفسدة التي للقدماء في مبادئ الطبيعيات قبل الكلام في الطبيعة. وتلك المذاهب مثل المنسوب إلى ماليسوس (7) وبرمانيدس أن الموجود واحد غير متحرك ، ثم يقول ماليسوس (8) إنه غير متناه ، ويقول (9) برمانيدس إنه متناه ، ومثل مذهب من قال إنه واحد غير متناه قابل للحركة إما ماء أو هواء أو غير ذلك ، ومذهب من جعل المبادئ غير متناهية العدد ، وإما أجزاء (10) لا تتجزأ مبثوثة في الخلاء وإما أجساما صغارا (11) مشابهة لما يكون عنها مائية (12) وهوائية وغير ذلك مخالطة (13) كلها (14) للكل ، وسائر المذاهب المذكورة في كتب المشائين. وأن نتكلم على النحو الذي نقضوا به مذاهبهم ، فنقول إن مذهب ماليسوس (15) وبرمانيدس فإنا غير محصلين له ، ولا يمكننا أن ننص على ما عرضهما فيه ، ولا نظنهما يبلغان من السفه والغباوة هذا (16) المبلغ الذي يدل عليه ظاهر كلامهما (17)، فلهما كلام أيضا في الطبيعيات وعلى كثرة المبادئ لها مثل قول برمانيدس بالأرض والنار ، وعلى تركيب (18) الكائنات منهما ، فيكون وشيكا أن تكون إشارتهما إلى الموجود الواجب الوجود الذي هو بالحقيقة موجود ، كما تعلمه في موضعه ، وأنه غير متناه
صفحة ٢٦