فى مقولة أخرى (1) عرضت لها الإضافة ، إذ الإضافة من شأنها أن تلحق مقولات أخرى ولا تتحقق بذاتها. فإذا كانت (2) المقولة مما يقبل الأشد والأضعف عرض للإضافة مثل ذلك ، فإنه لما كانت السخونة مما (3) يقبل الأشد والأضعف (4) كان الأسخن يقبل الأشد والأضعف ، فيكون موضوع الإضافة يقبل ويلزمه (5) ذلك قبولا أوليا فتكون الحركة فى الأمر العارض له الإضافة بالذات وأولا ، وللإضافة (6) بالعرض وثانيا (7). وأما مقولة الأين فإن وجود الحركة فيها واضح بين. وأما مقولة متى (8) فيشبه أن يكون الانتقال من متى إلى متى آخر (9) أمرا واقعا دفعة كالانتقال من سنة إلى سنة أو من شهر ، إلى شهر أو يشبه (10) أن يكون حال متى كحال (11) الإضافة فى أن نفس (12) متى لا ينتقل فيه عن شيء إلى شيء ، بل يكون الانتقال الأول فى كيف أو كم ، ويكون الزمان لازما لذلك التغير فيعرض بسببه فيه التبدل. وأما ما لا تغير (13) فيه (14)، فستعلم أنه ليس فى الزمان ، فكيف تكون له حركة فيه. وأما مقولة الوضع فقد قيل إنها لا حركة فيها البتة ، إذ لا تضاد فى الوضع. وأنه (15) إذا انتقل الشيء (16) من قيام إلى قعود ، فإنه لا يزال فى (17) حكم القائم (18) إلى أن يصير قاعدا دفعة ، وكذلك إذا انتقل من قعود إلى قيام ، فإنه لا يزال فى حكم القاعد حتى يصير قائما دفعة. والحق يوجب أن يكون (19) فى الوضع حركة ، وأنه لا كثير حاجة إلى التضاد الحقيقى فى طرفى الحركة (20) ، تبين (21) لك ذلك (22) بتأمل حركة الفلك. على أن الوضع (23) لا يبعد أن يكون فيه تضاد ، حتى يكون المستلقى (24) مضادا (25) للمنبطح (26). والذي قيل من أن (27) الانتقال (28) إلى القعود (29) يكون (30) دفعة إن عنى به أن القعود الذي هو الطرف يحصل دفعة فهو صادق وكذلك (31) السواد الذي هو الطرف ، والأين الذي (32) هو الطرف يحصل دفعة (33). وإن عنى به (34) أن كل وضع ينتقل (35) عنه إلى القعود يكون ذلك الانتقال دفعة ، فهو كذب ، لأن الانتقال عن القيام
صفحة ١٠٣