97

الكلام في اشتراط الشيخ المعلم في المجاهدة الالث : أن حقيقة هذا السلوك أنه موت صناعي ، فإنه - كما قدمنا - إخماد القوى البشرية كلها ، حتى يكون /31/ الساليك ميت البدن حي الروح ، فكأن السالك اأول تحصيل موت صناعي ، يمائل الموت الطبيعي ليحصل له المطلع الذي يحصل االوت الطبيعي ، أو أقرب الحالات منه ، وأشبهها به إن لم يكن بعينه ، حرصا على اصول المطلع قيل فوات البدن : وفي تحصيل هذا الموت تقع الرياضة ، وقد ذكرنا ستندهم في هذه الرياضة ، وهو قوله : " موتوا قبل أن تموتوا "(1) . وكل تعليم التاعي يساوق به(1) أمر طبيعي ، فلا يستقل بدركه إنسان ، ولابد في تعلمه من المعلم المشد إلى خفيات أسبابه ، لخفاء أسباب الطبيعة ، وتعذر الاطلاع عليها في الأكثر الفاذا كان معلم قد حذق في هذا التعليم حصلت الإفادة وأنتجت الرياضة ، وإلأ فلا اشأن الصنائع كلها.

الابع : وهو أبين دلالة في هذا العرض . أن المعاني التي يتناولها(1) هذا السلوك اويقع فيها التفاهم نوعان : اع من قييل المتعارف عند الأفكار من المدارك المحسوسة أو المعقولة ، فتضبط الوانين ، وتستقل بافادته الكتب والعبارات، وهو صورة السلوك المحسوسة ؛ من قطع العلائق عن النفس ، والتزام الخلوة والذكر على الهيئة المخحصوصة ، والاقتصار على الروض والرواتب بعد تحصيل مجاهدة التقوى ، ومجاهدة الاستقامة .

وع أخر ليس من قبيل المتعبارف عند الأذهان ولا في التصورات ، وليس من ادارك الحس والعقل والعلوم الكسبية ، بل هي أمور ذوقية ، وجدأنية ، يجدها الانسان في نفسه ، ولا يقدر أن يصورها لغيره إلا بضرب مشال ، أو تجوز بعيد (1) قال في كشف الخفا للعجلوني 284/2 : قال الحافظ اين حجر : هو غير شابت ، وقال القاري : هو من كلام الصوفية ، والمعنى موتوا اختيارا بترك الشهوات ، قبل أن تموتوا اضطرارا بالموت الحقيقي كذلك ورد تخريجه في المقاصد الحسنة : ص 421 ، والمصنوع : ص 198 .

2) في د:" يسارق به" (2) في د: " التي بنى عليها هذا السلوك*.

صفحة غير معروفة