53

الكلام في المجاهدات وأقسامها وشروطها الطريق الله ، وارتفع ليه الحجاب ، وتجلب ليه الأنوار ، فهو يعرف أحوالها ويدرج الريد(1) في عقباتها حتى تتاح له الرحمة الريانية ، ويحصل له الكشف والاطلاع ، فاذا ال فر بالشيخ فليقلده أمره ، وليهتد بأقواله وأقعاله ، ويتمسك به تمسك الأعمى على ااطن البحر بقائده ، ويلقي نفسه بين يديه كالميت بين يدي الغاسل ، ويعلم أن نفعه ي خطا شيخه أكثر من نفعه في صواب نفسه (2) الشرط الرابع : قطع العلائق كلها عن النفس بالزهد في كل شيء ، والانفراد عن الخلق بالخلوة في مكان مظلم ، أو لف الرأس في الجيب ، أو التدثر بكساء أو إزار ، ثم الصصت بترك الكلام جملة ، ثم الجوع بمواصلة الصيام ، ثم الستهر بقيام الليل ، وهذه هي الي كان المطلوب في مجاهدة الاستقامة اعتدالها حتى يصير استواء الفعل والترك فيها اع ند القلب جبلة طبيعيبة ، وأما هنا فيطلب تركها بالكلية ، وإخماد سائر القوى الشرية وإماتتها حتى الفكر ، ليكون ميت البدن حي الروح ، إذ مطلوب هذده الجاهدة فراغ القلب عن كل ماسوى الله حتى كأن البشرية كلها ذاهية ممحوة شأن اليت، وإليه الإشارة بقوله : "موتوا قبل آن تموتوا"(1) .

الرط الخامس : صدق الإرادة(4) ، وهو أن يستولي حبة الله على قلب المريد يكون في صورة العاشق المستفتر الذي ليس له إلأ هم واحد .

(1) في د: "المريدين* .

2) النص في الإحياء: 76/3.

(2) موتوا قبل أن تموتوا : قال ابن حجرغيرثابت ، وقال القاري : هو من كلام الصوفية ، والمعنى موتوا اختيارأ بترك الشهوات قبل أن تموتوا اضطرارا بالموت الحقيقي . (أنظر المقاصد الحسنة ص 436 ، شف الخفا : 291/2، المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص 198) .

4) قال القشيري : الإرادة : بده طريق السالكين ، وهي اسم لأول منزلة القاصدين إلى الله تمالى ، وإنما المت هذه الصفة : إرادة ، لأن الإرادة مقدمة كل أمر ، فما لم يرد العبد شيئأ لم يقعله ، فلما كان هذا أال الأمرلمن سلك طريق الله عز وجل سمي إرادة تشبيها بالقصد في الأمور الذي هو مقدمتها ... فأما اقيقتها فهي نهوض القلب في طلب الحق سبحانه ، ولهذا يقال : إنها لوعبة تهون كل روصة الرسالة : 424-433/2).

صفحة غير معروفة