ومما يتصل بهذا الموضع حال ما نقوله من أوضاع المرئى والرائى والضوء والمرآة، فنقول قد يعرض أن يكون المرئى والمضىء والرائى فى شفاف واحد وقد يعرض أن يكون المضىء والمرئى فى شفافات بينها سطوح، فإن كان وضع السطح فى المحاذاة التى بين الرائى والمضىء الفاعل للاستنارة لم ير ذلك السطح كسطح الفلك والهواء، وإن كان السطح خارجا عن ذلك كسطح الماء ونحن فى الهواء والمضىء ليس فى هذه المحاذاة فإن ذلك السطح ينعكس عنه الضوء الآتى من المضىء إلى البصر فيرى متميزا، وقد علمت ما نعنى بالعكس، وإن كان فى داخل السطح المنعكس عنه مرئى أراه ما هو فيه على أنه مشف وأراه على أنه مرآة، وكانت المرآة التى هناك مطابقة لما يحاذى المرئى إن كان مكشوفا للرائى وإن كان مستورا كانت المرآة ملتقى الخط الخارج من البصر والعمود الخارج من المرئى الذى فى الماء فإن شبحه يتأدى عنه على استقامة، فإنك إن ألقيت خاتما فى الطشت بحيث لا تراه ثم ملأته ماء رأيته، وإن كان المرئى خارجا عن شفاف متوسط غير الشفاف الذى فيه الرائى والمضىء فإن المشف المتوسط يريه، وإن كان ليس كذلك بل هو من جهة الرائى فإن سطح ذلك المشف لا يريه إلا أن يجعل له لون غريب بشىء يوضع من ذلك الجانب حتى يرى ككرة البلور الملون أحد جانبيها،
صفحة ١٥٠