الباب الثاني: في وقوعه في القرآن الكريم
وحديث نبيه عليه أشرف الصلاة وأفضل التسليم وكلام العرب
نقل الشيخ بدر الدين بن الصاحب عن الشيخ زكي الدين ابن أبي الإصبع قال: ومما جاء في الاكتفاء العزيز قوله تعالى: (وَلَوْ أنَّ قُرْآنًا سُيِّرِتْ بهِ الجِبَالُ أوْ قُطِّعَتْ به الأرْضُ أوْ كُلِّمَ بهِ المَوْتَى) أي لكان هذا القرآن. وقوله تعالى: (وَإذَا قِيْلَ لَهُمُ اتّقُوا مَا بَيْنَ أيْديكُمْ وَمَا خَلْفْكُمْ تُرْحَمُونَ) أي أعرضوا، بدليل (إلاَّ كَانَوا عَنْهَا مُعْرِضينَ). وقوله تعالى: (قُلْ أرَأيْتُمْ إنْ كَانَ مِنْ عِنْدَ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدُ مِنْ بني إسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ فآمَنَ واسْتَكْبَرْتُمْ) أي ألستم ظالمين بدليل (إنَ الله لا يَهْدي القوم الظالمين) قلت: في هذا النقل نظر لأن ابن أبي الإصبع لم يتعرض لنوع الاكتفاء ولا عده من أنواع البديع فضلًا من أن يقول في وقوعه في القرآن وإلا ما أخلى منه كتابه المسمى بـ (تحرير التخيير) سيما وقد قال في خطبته أنه لم يصنفه حتى وقف على
1 / 29