فلمّا تركْناهمْ بكلِّ قَرارةٍ ... جُثىً لمْ يُوارِ اللهُ منها المَعاريا
رجعْنا كأنَّ الأسْدَ في ظلِّ غابِها ... ضرَجْنا دمًا منها الكُعوبَ الأعاليا
شكَكْنا بها في صدرِ كلِّ منافقٍ ... نَوافذَ يَنْشَحْنَ العروقَ العواصيا
ترى الأزرقِيَّ الحشْرَ في الصَّعدةِ التي ... وفى الدِّرعُ منها أربعًا وثمانيا
تصيدُ بكفَّيْ كلِّ أروَعَ ماجدٍ ... قلوبَ رجالٍ مُشْرِعينَ العواليا
وكنّا إذا قيلَ اظْعَنوا قد أُتيتُمُ ... أقمنا ولم يُصبِحْ بنا الظعنُ غاديا
بِحَيِّ حِلالٍ يَرْكزونَ رماحَهمْ ... على الظلْمِ حتى يصبحَ الأمنُ داجيا
جديرونَ يومَ الروعِ أنْ نخضِبَ القَنا ... وأن نتركَ الكبشَ المُدَجَّجَ ثاويا
وإنْ نِيلَ منّا لمْ نلعْ أن يُصيبَنا ... نوائبُ يلقَيْنَ الكريمَ المُحاميا
1 / 104