نيسابور"١. وكان بالمدينة كثير من الحرفيين كالقلانسيين والأساكفة والخرازين والحبالين٢:
ولنيسابور حدود واسعة ورساتيق عامرة، والرستاق هو الأرض الزراعية. ويقال: إنه كان لها اثنا عشر رستاقا، ويقال بل ثلاثة عشر رستاقا٣، كان ينتشر في كل منها قرى كثيرة قدرها ابن الفقيه بمائة وستين قرية في كل رستاق٤.
وإلى الغرب من نيسابور كانت ناحية بيهق، وهي كورة واسعة كثيرة البلدن والعمارة، تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية٥ وإلى الشمال من نيسابور تقوم نسا بين الجبال. وهي خصبة كثيرة المياه والبساتين، ولأهلها مياه جارية في دورهم وسككهم، كما لها رساتيق شاسعة٦. وإلى الشرق من نسا، وبينها وبين سرخس مدينة أبيورد، وهي تشتهر بخصبها ورخائها٧. وفي الطريق بين نيسابور ومرو الشاهجان مدينة سرخس التي تقع بأرض سهلية ليس بها ماء جار إلا نهر يجري بعض السنة لا يدوم ماؤه. وهو فضل نهر هراة. ولذلك فإن أهلها يعتمدون على الآبار ويشتغلون بالرعي، إذ معظم أملاكهم الجمال والأغنام، وتقل الزروع عندهم إلا بعض الحبوب، ولا تكثر القرى حولهم، كما تنعدم الزراعة فيما تناثر من القرى، ويغلب عليها الرعي٨. وعلى بعد عشرة فراسخ إلى الشمال الشرقي من نيسابور طوس. وهى تتألف من مدينتين مشهورتين هما الطابران ونوقان اللتان ينتشر حولهما أكثر من ألف قرية ٩.
والربع الثانى من خراسان هو القسم الشمالى منها، وحاضرته مرو الشاهجان وهي على نهر المرغاب الذي ينحدر من جبال الغور في شمال شرقى هراة، ثم بمرو الروذ
1 / 13