الشيعة والسنة
الناشر
إدارة ترجمان السنة
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٣٩٦ هـ - ١٩٧٩ م
مكان النشر
لاهور - باكستان
تصانيف
وقال معلنًا الحق: فلما رأى الله صدقنا أنزل لعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيًا جرانه، ومتبوءًا أوطانه" (١).
فأراد ابن سبأ هذا مزاحمة هذا لادين، بالنفاق والتظاهر بالإسلام، لأنه عرف هو وذووه أنه لا يمكن محاربته وجهًا لوجه، ولا الوقوف في سبيله جيشًا لجيش، ومعركة بعد معركة، فإن أسلافهم بني قريظة، بني النضير، وبني قينقاع جربوا هذا فما رجعوا إلا خاسرين، ومنكوبين، فخطط هو ويهودصنعاء خطة أرسل أثرها هو ورفقته إلى المدينة، مدينة النبي، وعاصمة الخلافة، في عصر كان يحكم فيه صهر رسول الله، وصاحبه، ورضيه، ذو النورين، عثمان بن عفان ﵁، فبدؤوا يبسطون حبائلهم، ويمدون أشواكهم، منتظرين الفرص المتواطئة، ومترقبين المواقع المتلائمة، وجعلوا عليًا ترسًا لهم يتولونه، ويتشيعون به، ويتظاهرون بحبه، وولائه، (وعلي منهم بريء) ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة، والفساد، محرضينهم على خليفة رسول الله، عثمان الغني ﵁، الذي ساعد الإسلام والمسلمين بماله إلى ما لم يساعدهم أحد، حتى قال له الرسول، الناطق بالوحي، ﵇، حين تجهيزه جيش العسرة "ما ضرّ عثمان، ما عمل بعد اليوم" (٢).
_________
(١) "نهج البلاغة" ص٩٢
(٢) رواه أحمد والترمذي
1 / 19