دروس الشيخ عبد الحي يوسف

عبد الحي يوسف ت. غير معلوم
20

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

تصانيف

موقف المسلم من النمام قال الإمام الذهبي ومن قبله النووي وغيرهما من أهل العلم: الواجب على من نُقلت إليه قالة السوء التي قيلت فيه أمور ستة: أولها: ألا يصدّق هذا النمام؛ لأنه فاسق، والله ﷿ يقول: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ [الحجرات:٦]، فلا تصدقه فيما نقل إليك. ثانيًا: أن تزجره وتقبّح له فعله، وتنهاه عن تعاطي مثله في مستقبل أيامه، وأن تبين له أن رسول الله ﷺ قال: (لا يدخل الجنة نمام)، وأنه ﵊ قال: (لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)، وأنه ﵊ نهى عن النميمة، وأن الله ﷿ نهى عن طاعة المشّاء بالنميمة بين الناس. ثالثًا: أن تبغضه في الله؛ لأنه قد تعاطى سببًا يستحق به البغض، فالذي يسعى بالنميمة ينبغي أن يكون بغيضًا إليك، لأنه بغيض إلى الله ﷿. رابعًا: ألا تظن بأخيك الذي نُقلت عنه تلك الكلمة أو تلك الحكاية إلا خيرًا؛ لأن الله ﷿ قال: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات:١٢]. ونبينا ﷺ كان يطوف حول الكعبة، وقال لها: (ما أطيبكِ وأطيب ريحكِ، ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ، والذي نفسي بيده! لحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمتكِ، دمه وماله وعرضه وألا يُظنّ به إلا خيرًا). خامسًا: لا تبحث عما قيل، ولا تتجسس، ولا يحملنك الفضول على أن تفتشّ وراء المنقول عنه، هل قال أو لم يقل، وإلا فقد وقعت في المنهي عنه، قال ربنا ﷻ: ﴿وَلا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات:١٢]. سادسًا: لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله، طالما أنك نهيت ذلك النمام فلا تحك ما قال، ولا تنقل ما نقله إليك، وإلا كنت أنت وإياه بمنزلة سواء.

2 / 10