58

الشيطان يعظ

تصانيف

فذهل يحيى وتساءل: هل رجع إلى السرقة؟ - بتهمة توزيع المخدرات، ولكن الحارة تردد حكاية غريبة!

وأعاد الرجل على مسمعه الحكاية، وهي أن جندي الأعور علم أن سره بلغ عويس، وأنه يدبر له أمرا فاستأجر شخصا للإيقاع به، وتم له ما أراد!

وختم العجوز حكايته قائلا: من السجن إلى القبر هذه المرة!

هكذا رجع خائب الرجاء ولكن غضبه جاوز النهاية. لم يعد يفكر إلا في الانتقام من جندي الأعور، ولو كلفه ذلك حياته.

17

في الإسكندرية وجد أن الحوادث سبقته مرة أخرى. في اليوم نفسه حدث ما حدث، وكانت أمه هي الراوية. فقد عرف أن جندي الأعور شارع في الزواج من فتاة دون العشرين، وأنه يماطل في النزول عن إحدى عماراته لابنه محروس. تربص له محروس عند مغادرته مكتبه التجاري وقتله. هكذا ضاع الرجلان. استمع يحيى إلى الحكاية بذهول ولكن لم يشعر بأسف. على العكس فقد زال توتر أعصابه لأول مرة منذ زمن طويل. ولكن سرعان ما اتجه تفكيره نحو وداد فتساءل: ما مصير الأسرة التي خلفها محروس؟

فأجابت أمه: لا يختلف عن مصيرنا.

فقال بقلق: ولكن وداد لن تنتهي من دراستها قبل عامين.

فقالت الأم: لدى أمها من الحلي ما يسترهم هذه المدة.

18

صفحة غير معروفة