اهتز عودها الرشيق من الغضب وهتفت: لن يكون هذا أبدا.
فرمقها شطا بحزن ويأس مدركا عمق المأزق الذي وقع فيه، فهتفت: فلنهرب!
فقال بذهول: هيهات أن يتيسر لنا ذلك.
فحدجته بنظرة غاضبة وقالت: لقد أخطأت بذهابك إليه. - فعلت ما يقتضيه الواجب. - دائما يقودك تصرفك إلى مشكلات لا حل لها. - إني أفعل ما يمليه علي ضميري!
فقالت بحنق: لا شك أنه يطالبك بأن تحمي أيضا زوجتك.
فهتف بغضب: أجل، ولكن ما حيلتي؟ - هل يمكن أن تتركني له ثم تذهب؟
فتمتم شاردا: غير ممكن. - ماذا تنوي أن تفعل؟ - لا أدري. - إنه يتوقع أن تصدع بأمره. - أجل. - هل تصدع بأمره؟ - كلا! - ماذا تنوي أن تفعل؟ - لا أدري. - أكاد أن أجن. - ما أنا إلا رجل مفرد أمام عصابة في درب لا صديق لنا فيه. - إنك تفكر في التسليم. - إنك لا تفكرين إلا في ذاتك.
فقالت محذرة: شر ما نفعله في موقفنا الحرج أن نتشاجر معا. - من الخير أن نذكر أنفسنا بذلك.
عند ذاك دق الباب، فنهض شطا إليه يفتحه، فدخل الشبلي يتبعه مأذون الحي ونفر من رجال العصابة.
18
صفحة غير معروفة