على هذا بدت منفعلة كالآخرين. وتظاهرت بالمرح وهي تتساءل: أهذا شأن أصدقائك القدامى جميعا؟!
فقالت نبيلة: إنه شخص جديد ومثير.
فسألها وفيق بحدة: ماذا تعنين؟
فقالت ساخرة: ليس جريمة أن يقول إن الحياة ليست المال فحسب!
فقال لها وفيق: دليني على فعل واحد في حياتك لا تعتمدين فيه على المال، كلامك يدل على أنك تعبدين المال، ولكنك تتنكرين لقيمته.
فقالت بعناد: إني معجبة به!
وتدخلت في الحديث قائلا: دعها وشأنها، ساءتني حدتك يا وفيق.
فقطب قائلا: إنه شيوعي حاقد. - إني أعرف صديقي خيرا منك. - من أين لك أن تعرفه بعد انقطاع ربع قرن؟ - لقد أراد أن يعزيني عن السجن. - لم تكن في حاجة إلى تعزيته. - شعر ولا شك بضيقي وكربتي. - إني أفهمه تماما يا بابا ولا تخدعني فلسفته، لقد جرب أن يثرى من المهنة ففشل، وما أكثر العفة المتولدة عن العجز!
فهتفت أفكار: صدقت، سأبخر القصر غرفة غرفة، لا يحتمل أحد أن يصير قرينه في الفقر مليونيرا من غير أن يحرقه الحسد.
فضحكت قائلا: الأفضل أن تعقلي فلسفته وتقلعي عن التبذير!
صفحة غير معروفة