وكان عمر شديد الرفق بالنبي
صلى الله عليه وسلم ، والحياطة له، والقيام دونه، والحرص على أن يرد عنه كل مكروه، وقد رأيت موقفه من حفصة وأم سلمة حين علم أن نساء النبي يراجعنه، ولكن رفقه بالنبي كان يدعوه إلى العنف أحيانا، ويظهره مسرعا إلى البطش، لولا أن النبي
صلى الله عليه وسلم
كان يكفكف من حدته ويرده إلى الرفق والأناة، فلم يكد عبد الله بن أبي بن سلول يقول كلمته تلك التي قالها في غزوة بني المصطلق: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل! ولم تكد هذه الكلمة تبلغ النبي، وعمر عنده، حتى ثار عمر، وسأل النبي أن يأذن له في قتل هذا المنافق، ولكن النبي رده إلى الرفق، وقال له: لا تتحدث العرب أن محمدا يقتل أصحابه.
وموقفه من النبي
صلى الله عليه وسلم
حين مات عبد الله بن أبي بن سلول هذا، وجاء ابنه يسأل النبي أن يصلي عليه، فأجابه النبي إلى ما أراد، وإذا عمر يراجع النبي في ذلك ويجادله بالقرآن، فيذكره قول الله - عز وجل - من سورة براءة:
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين .
ولكن النبي
صلى الله عليه وسلم
صفحة غير معروفة