ويزعم الرواة أن أبا بكر قال: والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، والمحقق أن أبا بكر كان يعرف من خالد الإقدام، بل الغلو في الإقدام، وكان مطمئنا إلى أن المسلمين حين ينضم إليهم خالد بمن معه لن يغلبوا من قلة، إذا أخلصوا النية ونصحوا لله ورسوله وجاهدوا عدوهم صادقين، وكان أبو بكر واثقا بنصر الله للمسلمين إن قاتلوا عدوهم كما كانوا يقاتلون مع النبي
صلى الله عليه وسلم .
والله يقول لنبيه وللمؤمنين:
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين .
فليس على المسلمين بأس من كثرة عدوهم إذا صدقوا النية وصبروا نفوسهم على الحرب، وقد قال الله في سورة البقرة فيما كان من حرب طالوت وجالوت:
قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .
فلا على المسلمين أن يكونوا هم الفئة القليلة، وأن يكون الروم هم الفئة الكثيرة، فالكثرة والقلة ليستا مدار النصر والهزيمة، إنما مدارهما الصبر والحفاظ وإخلاص النية، وقد وصل خالد ومن معه فانضموا إلى جيوش المسلمين، بعد مغامرة خطيرة غامرها خالد بجيشه حين عبر بهم - فيما يزعم الرواة - صحراء مهلكة لا ماء فيها، وحين استعان على هذه الصحراء بتظميء الإبل ثم سقيها عللا بعد نهل،
20
ثم صر
21
صفحة غير معروفة