الإشتراكيون أنت إمامهم
قول شاعر يرصف الكلام ويجيد قوله، لكنه ليس من العلم في شيء.
7
ومهما يكن من أمر فإن نظرة المغربي إلى كل المذاهب الغربية كانت نظرة المسلم المحافظ الذي يرى في كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف جماع كل شيء، ومنها علاج كل قضية اجتماعية وسياسية، على هذا نشأ وعليه رحل فلا مساع لمجادلته في آرائه ومعتقداته. (4) كتابا «تفسير جزء تبارك» و«على هامش التفسير»
ألف المغربي كتابه في تفسير جزء «تبارك» في سنة 1920 تتميما لما كان بدأ به أستاذه الإمام محمد عبده من تفسير جزء «عم»؛ لأن هذين الجزأين «من أكثر الأجزاء شيوعا بين طلاب المدارس، وتداولا بين عامة المسلمين وأيدي صغارهم، وآياتهما أشد علوقا بالنفس، وترديدا في الأفواه عن سائر آيات الكتاب». وتفسير جزء «عم» للأستاذ الإمام من خير الكتب التي لقيت أحسن القبول لإتقان تأليفه وسمو أسلوبه وتقريبه معاني الذكر الحكيم إلى أذهان العامة والمتعلمين، وقد راج رواجا عظيما وطبع عدة مرات، فأراد المغربي أن يحذو حذو أستاذه، ويعمل على سد الثغرة التي تركها أستاذه الإمام، فقد بلغه أنه كان فكر في تفسير جزء «تبارك» وأنه «كان هيأ صحائف بيضاء رقم في رءوسها آيات ذلك الجزء، وتركها غفلا من الكتابة على أمل أن يصطحبها معه في بعض أسفاره، ويملأها تفسيرا وتعليقا، كما كان أمره في تفسير جزء عم الذي ألفه في غضون سفره إلى البلاد المغربية لكنه اخترمته منيته قبل أن تتحقق أمنيته». ألف المغربي تفسير جزء تبارك متوخيا طريقة أستاذه الجليل «فيما علقه على جزء «عم» من جهتي الصحة في التعبير، والاقتصار على المفيد من القول»
8
إلا أنه اضطر فيما يظهر إلى التوسع قليلا والإكثار من الاستشهاد والتنظير ولا سيما في المباحث اللغوية بأكثر مما فصله الأستاذ الإمام مراعيا في ذلك حالة قراء جزء «تبارك» ومقدرا أن قارئيه أكبر سنا، وأتم استعدادا وأشد اهتماما. والكتاب في ثلاثمائة صحيفة بالقطع الكبير طبعت منه وزارة المعارف المصرية للمرة الأولى في سنة 1368ه/1949م خمسة عشر ألف نسخة، وأعيد طبعه في هذه الآونة طبعة شعبية.
وقد سلك المغربي فيه طريقة الإمام في التعليق على الآيات الكريمة، ولكنه وسع في شرح المفردات اللغوية وأكثر من الشواهد الأدبية، وقد صدره ببحث لطيف ذكر فيه أن جميع سور هذا الجزء المبارك، قد أنزلت بمكة؛ أي قبل الهجرة، ومن ثم كان الخطاب الإلهي فيها موجها إلى المشركين وهو في الأغلب يدور حول إثبات وجود الله والاستدلال عليه بما خلق من الكائنات، ثم إثبات نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم
وأنه صادق في دعوى الرسالة والوحي، ثم تقريع المكذبين وتخويفهم ما بين أيديهم من هول الحشر والحساب، وأن هذا الحشر ممكن وسيقع بالفعل، فيلقى كل فريق من الجاحدين والمؤمنين جزاه اللائق به، في داره المعدة له، ووصف هاتين الدارين وصفا بديعا في أسلوبه عجيبا في نسقه وتركيبه، ويتخلل الآيات تسلية النبي
صفحة غير معروفة