إلهي، إن ابنك المسكين يجب أن يصل إلى نعمائك، إنني أتحدث وفوق كاهلي متاعب خمسة وثلاثين عاما، وهي أعوام مثقلة بالكبرياء والطموح، بحب النساء وحب النفس، أعوام يلطخ صفوها الترف والزينة، وقت استنفدته في كوني لا شيء، في كوني رجلا.
إني أسجد لك خاشع القلب، مهدود القوى، وأسألك يا رب أن تنظر إلي بالمحبة، وأضرع إليك يا إلهي أن تستجيب لدعائي، اهدني الصراط المستقيم، أو أوجد لي مخرجا. (صمت.)
إلهي، ربي، إلهي، اعف عني. حررني. هذه الحاجات. ارحمني يا رب. حررني. في الساعة الرابعة بعد ظهر الثلاثاء، حررني يا إلهي. (ينهض، ويصيح):
Rex tremendae majestatis, qui
salvandos salvas gratis, salva me,
salva me, fons pietatis!
3 *** (دي لاروشيوزاي؛ أسقف بواتييه - رهبان من الفرانسيسكان والكرمل)
دي لارشبوزاي :
كنت وحيدا لعدة أيام خلت، ولعلكم تريدون أن تعرفوا إن كنت قد بلغت نغمة ربي، ربما كان ذلك؛ لأني شديد الألم والنفور من حماقة الإنسان وشره، وتسألونني هل هذه هي رحمة الله؟ وأجيب: ربما كانت هي رحمته، دعني أحدثكم عن ظروف الوحي.
حبست نفسي في غرفتي سبعة أيام، أصوم وأصلي، فرأيت نفسي أداة بسيطة لإرادة الله، وشعرت بسعادة ونشوة وخضوع حتى تمنيت ألا أعود إليكم، ودعوت الله أن يصيب بدني بالذبول، ولا يترك إلا صفاء الروح، غير أن إحساسي بالواجب كأسقف لكم أرغمني على أن أتخلى عن هذه الجنة، فعدت إلى العالم. وأراد أحد قساوسة لودان، واسمه جراندير، أن يقابلني، وهو من أبنائي، مثلكم جميعا يا أحبائي وأردت أن أمنحه حبي، لولا أن منديله كان معطرا، ولو أن هذا الرجل صفعني على وجهي لكان ذلك أقل إذلالا لنفسي. إن الصدمة التي وقعت على حواسي كانت من الفحش بحيث أصابني الفزع؛ عطور لرجل مذاق الماء عنده كان كالنار، وصوت الطيور في البستان كصياح من لحقتهم لعنة الله، إنني مكدود، أزيلوا هذه الخواتم من أصابعي.
صفحة غير معروفة