151

الشياطين

تصانيف

هل أستطيع أن أتحدث إلى أحدكما في هذا الأمر بصراحة؟ عندما قدمت إلى هنا هذا الصباح سمعت القصص تحكى في الطرقات العامة، فضحكت، وظننت أنكما تضحكان كذلك، هل من الحق أن الشيطان يلبسها؟

دي سيريزاي :

لا يستدل على ذلك مما شهدت، وسوف أرى المرأة اليوم كما قلت لكم، وسأخبركم بما يحدث، ولكنك لم تجب عن سؤالي: لماذا آثرتك أنت؟

جراندير :

النساء المعتزلات يهبن أنفسهن لله، ولكن يبقى في نفوسهن شيء يلح في أن يوهب للرجل، ومن الممكن أن تهبه من طهرت قلوبهن حقا على شكل صدقة، أما مع ضعاف القلوب فالأمر ليس بهذه السهولة. والأمر يدعو إلى الأسى، وهو مؤسف جدا في الحقيقة إذا تدبرته: تصور أن تتيقظ بالليل بحلم بريء جدا، حلم عن طفولتك أو عن صديق لم تره منذ سنوات، أو عن مرأى وجبة طيبة. هذه خطيئة؛ ولذا فعليك أن تتناول سوطك الصغير وتضرب به جسدك، وهذا هو ما نسميه تدريب النفس. ولكن الألم نوع من الحس، وفي دوامته، تدور صور من الفزع والشهوة. والظاهر أن أختي المحبوبة في يسوع قد ركزت عقلها في، وليس لذلك سبب يا سيريزاي، منديل يسقط، أو مذكرة تسطر، أو لغط يدور على الألسن؛ إن أيا من هذه الأشياء يوجد في بيداء الجسم والعقل بسبب الدعاء المستمر يبعث الأمل، ومع الأمل يأتي الحب، ومع الحب - كما نعلم جميعا - تأتي الكراهية، وهكذا فإني أملك على هذه المرأة نفسها. اللهم ساعدها في فزعها وشقاوتها. اللهم ساعدها. (إلى دارمنياك)

ولنتحدث الآن يا سيدي في الأمر الذي من أجله أتيت: عندي الرسوم الجديدة لبيتك الصغير، فهل تأتي لمشاهدتها؟ وقد راجعت وعدلت التصميم وجعلته خلوا من كل تافه كما شئت. (جراندير ودارمنياك ينصرفان، ويحدق فيهما سيريزاي لحظة، ثم يتحرك ليدخل ...) *** (غرفة مرتفعة السقف، مؤثثة بسريرين صغيرين، تشغل جان أحدهما، وباري ورانجير ومنيون حاضرون، وكذلك آدم ومانوري، ويرى كاتب يقوم بالتسجيل.)

باري :

لا بد من أسئلة أخرى أوجهها إليك يا أختي العزيزة في المسيح.

جان :

وما تلك يا أبي؟

صفحة غير معروفة