والتكبير يدوي في الأرجاء كأنه توقيع في هذه الموسيقى الروحية التي يؤلفها نور المصابيح وأشعة القمر وخفقات النسيم وتلاوة القرآن.
كنت أشغل عن الصلاة حينا بالتأمل في هذا المشهد العظيم، أقول: وما عليك إن شغلت عن صلاتك لترى صلاة السماء والأرض في هذا المرأى الرائع، وتبصر قيام العالم كله حول الكعبة؟
أليست هذه الصفوف مقدمة صفوف متلاحقة متواصلة من الكعبة إلى أقصى الجهات؟ هل يخلو ميل من الأرض في بلاد المسلمين من مصل منفرد أو جماعة وجهتها الكعبة، ولسانها القرآن، ونداؤها التكبير؟ فانظر إلى هذه الجماعة الكبرى تتلاحق صفوفها، واستمع إلى هذه الموسيقى تتوالى نغماتها وتمتد موجاتها من هذه الكعبة إلى بلاد نائية في أقطار الأرض، هنا مركز الدائرة، هنا قطب المغناطيس تتوجه إليه القلوب والوجوه، هنا أخوة المسلمين، هنا توحيد الله، وهنا ذكرى نبي التوحيد ... الله أكبر.
الأحد 10 رمضان/25 يونيو
الخلف بين القول والفعل
كم بين أقوال الناس وأفعالهم من خلاف! رحم الله الطغرائي يقول:
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
مسافة الخلف بين القول والعمل
والناس في اختلاف الأقوال والأفعال ضربان: ضرب يحلي نفسه بما هي منه عطل، ويمدحها بما هي منه براء
ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
صفحة غير معروفة