ابحثوا عن معيشة الطلبة وعكوفهم على الملاهي وضياع حرمة البيت والمدرسة في نفوسهم، وغلبة الهزل عليهم، وتهاونهم بالعلم وحرصهم على الورقة التي تؤدي إلى الوظيفة وطموحهم إلى الدرجات المالية والعلاوات. انظروا في هذا كله لتعرفوا الداء فتطبوا له، وإلا استمر هذا الخلل وهذه الفوضى، وإلا حصلت الأمة على أعداد لا أرواح فيها، وفرحت بجيوش من طلاب الوظائف الجهلة أعداء القانون والنظام.
الأربعاء 14 شعبان/31 مايو
مقاصدنا الثلاثة
العقل القويم، والخلق الكريم، والجسم السليم.
من لي بجيل لم يضعف أجسامه الترف، ولم يوهنها الكسل ولم ينهكها المرض، بل صحت أجسامه بالخشونة والعمل، والقصد في المطاعم والمشارب وسائر اللذات، والأخذ بأسباب الصحة كل حين؟
ومن لي بهذا الجيل الصحيح يؤتى نصيبا من العلم النافع يستضيء به العقل ويهتدي به سبل المعايش، يبغي العلم للمعرفة وللضرب في هذه الأرض، لا يبتغي شهادة ولا منصبا، ولا يحاول أن يجتاز الامتحان جاهلا، ولا يرضى أن ينال شهادة مزورة؟
ومن لي بهذا الجيل الصحيح العالم يملأ قلبه إيمان بالله، فيرفعه عن كل دنية، ويسمو به إلى المقاصد العلية، وتملأ نفسه المروءة والهمة، فيتنزه عن سفاسف الأمور ويطمح إلى جلائلها، ويملكه الإنصاف فلا يؤذي أحدا، يشهد بالحق على نفسه ويقر به لخصمه، وتستقر في قلبه الرحمة فهو مشفق على الضعفاء بر بالفقراء. ثم يزينه الأدب يوقر به والديه، ويعظم من هم أكبر سنا من قومه كأنهم آباء له أو إخوة كبار. ثم يجمله الحياء فهو عف اللسان واليد؟
من لي بواحد من هؤلاء في كل جماعة؟ إن الذي وصفت في الناس قليل ولكنه ليس بمستحيل. ليس مستحيلا أن توضع الخطط الصالحة للتربية القويمة لتنشئ هذا الجيل؛ جيلا صحت أبدانه وعقوله وأخلاقه.
الخميس 15 شعبان/1 يونيو
تولي الحكومات تعليم الناس
صفحة غير معروفة