5

** حقيقة النظر ، وأنواعه

ولما ذكر رحمه الله في أول الكتاب ما ذكر ، بين حقيقة النظر.

** النظر :

والأصل فيه ، أن النظر لفظة مشتركة بين معان كثيرة :

قد يذكر ويراد به تقليب الحدقة الصحيحة نحو المرئي التماسا لرؤية ، تقول العرب : نظرت إلى الهلال فلم أره.

** الانتظار :

وقد يذكر ويراد به الانتظار ، قال الله تعالى : ( فنظرة إلى ميسرة ) [البقرة : 280] أي انتظار ، وقال : ( فناظرة بم يرجع المرسلون ) [النمل : 35] أي منتظرة ، وقال المثقب العبدي أو الممزق :

فإن يك صدر هذا اليوم ولى

فإن غدا لناظره قريب

أي لمنتظره.

وقال الفقعسي : فإن غدا للناظرين قريب. أي للمنتظرين.

** العطف والرحمة :

وقد يذكر ويراد به العطف والرحمة ، قال الله تعالى : ( ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ) [آل عمران : 77] أي لا يرحمهم ولا يثيبهم. ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : «من جر إزاره بطرا لا ينظر الله إليه يوم القيامة». أي لا يرحمه.

** المقابلة :

وقد يذكر ويراد به المقابلة ، تقول العرب : داري تنظر إلى دار فلان أي تقابلها ، وتقول : إذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل أي قابلك فخذ عن يمينك أو عن شمالك.

** التفكر بالقلب :

وقد يذكر ويراد به التفكر بالقلب ، قال الله تعالى : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف

صفحة ١٩