164

شرح التسهيل لابن مالك

محقق

عبد الرحمن السيد ومحمد بدوي المختون

الناشر

هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠ هجري

مكان النشر

القاهرة

مع كون المعنى لا يختلف، إذ القصة والشأن بمعنى واحد، والتذكير مع ذلك جائز، كما قال أبو طالب:
وإنْ لا يكنْ لحمٌ غَرِيض فإنه ... تُكَبُّ على أفواهِهن الغرائرُ
وكما قال غيره:
نَخَلَت له نَفْسِي النصيحةَ إنَّه ... عند الشدائد تذهبُ الأحقادُ
فلو كان المؤنث الذي في الجملة بعد مذكر لم يُشبَّه به مؤنث فضلة أو كالفضلة لم يُكْتَرث بتأنيثه فيؤنث لأجله الضمير، بل حكمه حينئذ التذكير، كقول الشاعر:
ألا إنّه من يلغ عاقِبة الهوى ... مطيع دواعيه يبؤ بهوان
وكذلك لا يكترث بتأنيث ما هو كفضله، كقوله تعالى (إنّه من يأتِ ربَّه مُجرِما فإن له جهنم) فذكّر تعالى الضمير مع اشتمال الجملة على جهنم وهي مؤنثة، لأنها في حكم الفضلة، إذ المعنى: من يأت ربه مجرما فجزاؤه جهنم.
وكذلك لا يُكْتَرَثُ بتأنيث ما ولِي الضمير من مؤنثٍ شبِّه به مذكر نحو: إنه شمس وجهك.
ولا بتأنيث فاعل فعل وَلِي الضمير بلا علامة تأنيث نحو: إنه قام جاريتك.

1 / 165