شرح سنن ابن ماجه للهرري

محمد الأمين الهرري ت. 1441 هجري
43

شرح سنن ابن ماجه للهرري

الناشر

دار المنهاج

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٩ هجري

مكان النشر

جدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . === والآن نشرع في المقصود، فنقول بالسندين المذكورين وبغيرهما مما هو مدون عندنا من أسانيد هذا "السنن": قال الإمام الحافظ أبو عبد الله القزويني محمد بن يزيد بن عبد الله الربعي المعروف بابن ماجه رحمه الله تعالى: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) مبتدئًا "سننه" بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز في ابتدائه بها كسائر الكتب المنزلة من السماء، كما يشهد لذلك قوله ﷺ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فاتحة كل كتاب"، ولذلك جرى بعضهم على أنها ليست من خصوصيات هذه الأمة وعملًا بخبر: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .. فهو أقطع)، رواه أبو عوانة وابن حبان في "صحيحهما"، كما في "مكمل إكمال الإكمال"، فالكلام على التشبيه البليغ؛ أي: فهو كالأقطع الذي قطع منه الأطراف، والمعنى: منقطع البركة وقليل النفع؛ فإنه وإن تم حسًا .. فلا يتم معنى. والكلام على البسملة شهير؛ لأنه قد ألف فيها من العلماء كثير، فلا يحتاج إلى الإطناب فيها بكثرة التسجيل والتسطير، ثم ثنى بالصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ ومن معه؛ امتثالًا للأمر الوارد في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (١).

(١) سورة الأحزاب: (٥٦).

1 / 49