الكلام حول الحروف المقطعة
الحروف المقطعة فيها كلام لأهل العلم، فبعض المفسرين والمحققين لا يفسرونها ويقولون: الله أعلم بما هو الراجح فيها، وبعضهم قال: إن هذه الحروف إشارة إلى أن القرآن مكون من الحروف الثمانية والعشرين، ومع ذلك فقد عجز البشر أن يأتوا بمثله، ولذلك يأتي بعد الحروف المقطعة الانتصار للقرآن، وذكره وبيانه وفضله، كقوله: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:١ - ٢]، ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ [يونس:١]، ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ [ق:١]، وقال: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ [ص:١]، وهكذا، فكل سورة في أولها حروف مقطعة يأتي بعدها الانتصار للقرآن، قال شيخ الإسلام: هذا يدل على أن المراد: إن القرآن مكون من هذه الحروف، ومع ذلك فقد أعجز البشر، وبعض المفسرين قالوا: الله أعلم بالمراد من ذلك، وهناك أقوال أخرى ضعيفة، مثل من يقول: إنها إشارة إلى أسماء الله، أو: إشارة إلى أسماء بعض الجبال، وكل هذا لا دليل عليه.
3 / 7