81

شرح سنن أبي داود

محقق

أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري

الناشر

مكتبة الرشد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض

قوله: " ثم دعا بعسيب " أي: طلب عسيبًا، والعسيب- بفتح العين
وكسر السين المهملتين- الجريد والغصن من النخل. ويقال: العسيب من
الجريد ما لم ينبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعْفُ.
قوله: " فشقه باثنين " الباء في " باثنين " زائدة للتأكيد، واثنين منصوب
على الحال، وزيادة الباء في الحال مشهورة.
قوله: " لعله يخفف عنهما " الضمير في " لعله " راجع إلى العذاب،
الذي دل عليه قوله: " يعذبان "، وقد علم أن " لعل " حرف ينصب
الاسم، ويرفع الخبر، وعن البعض أنه ينصبهما، وزعم ابن يونس أنه
لغة بعض العرب، وحكي: لعل أباك منطلقًا، وفيه عشر لغات، ولها
معاني: أحدها: التوقع، وهو ترجي المحبوب، والإشفاق في المكروه.
والثاني: التعليل، أثبته جماعة، منهم الأخفش، نحو: (فقُولا لهُ
قوْلا لينًا لعلهُ يتذكرُ) (١)، ومن لم يثبته يحمله على الرجاء، أي: اذهبا
على رجائكما. والثالث: الاستفهام: نحو: (وما يُدْريك لعلّهُ
يزكى) (٢)، و" لعل " هاهنا من القبيل الأول.
قوله: " ما لم ييبسا " " ما " هاهنا بمعنى المدة الزمانية، والتقدير:
يخفف عنهما العذاب مدة عدم يُبس العسيب، أو يكون المعنى: يخفف
عنهما العذاب في زمان عدم اليبس، و" ما لم ييبسا " بفتح الباء الموحدة
مثل السين، ويجوز كسر الباء أيضًا، ثم إن وضع الجريدتين على القبرين
" (٣) إما لأنه- ﵇ سأل الشفاعة لهما فأجيب إليها، كما ورد
في رواية مسلم: " فأجيبت شفاعتي " (٤)، وإما أنه- ﵇
كان يدعو لهما تلك المدة. وقيل: لكونهما يسبحان ما داما

(١) سورة طه: (٤٤) .
(٢) سورة عبس: (٣) .
(٣) انظر: " شرح صحيح مسلم " (٣/٢٠٢) .
(٤) مسلم: كتاب الزهد والرقائق، باب: حديث جابر الطويل (٣٠١٢)، وكذا
في الأصل وفي " شرح صحيح مسلم "، ووقع عند مسلم: " فأحببت
بشفاعتي أن يرفه عنهما ... ".

1 / 84