شرح سنن أبي داود
محقق
أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري
الناشر
مكتبة الرشد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م
مكان النشر
الرياض
قوله: " مستقبلها " أي: يستقبل القبْلة. وبحديث جابر هذا احتج من
حرم الاستقبال والاستدبار في الصحراء، وأباحهما في البنيان. ورواه
أيضًا الترمذي وابن ماجه. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
***
٢- باب: كيف التكشفُ عند الحاجة
اعلم أن " كيف " اسم، لدخول الجار عليه بلا تأويل في قولهم:
على كيف تبيع الأحمرين؟ ولإبدال الاسم الصريح منه، نحو: كيف
أنت أصحيح أم سقيم؟ وللإخبار به مع مباشرة الفعل في نحو: كيف
كنت؟ فبالإخبار به انتفت الحرفية، وتستعمل على وجهين: أحدهما: أن
يكون شرطًا فيقتضي فعلين متفقي اللفظ والمعنى، غير مجزومين، نحو:
كيف تصنعُ أصنعُ. ولا يجوز: كيف تجلس أذهبُ، باتفاق، ولا:
كيف تجلسْ أجلسْ، بالجزم عند البصريين، خلافًا لقطرب.
والثاني وهو الغالب فيها: أن تكون استفهامًا عن الحال، نحو: كيف
زيد؟ يعني: ما حاله؟ و" كيف " الذي هاهنا من القبيل الثاني.
وقوله: " عند الحاجة " أي: قضاء الحاجة من البول والغائط.
٣- ص- حدثنا زهير بن حرب، قال: ثنا وكيع، عن الأعمش، عن
رجل، عن ابن عمر، عن (١) النبي- ﵇: " كان إذا أراد حاجةً
لا يرفعُ ثوبهُ حتى يدنُو من الأرض " (٢) . قال أبو داود: رواه عبد السلام
ابن حرب، عن الأعمش، عن أنس بن مالك، وهو ضعيف (٣)، (٤) .
ش- زهير بن حرب بن شداد النسائي أبو خيثمة، سكن بغداد، وكان
(١) كذا في الأصل، وفي السنن: " أن ". (٢) تفرد به أبو داود. (٣) الترمذي: كتاب الطهارة، باب: ما جاء في الاستتار عند الحاجة (١٤) (٤) في المطبوع من سنن أبي داود زيد بين معقوفتين الآتي: " قال أبو عيسى الرملي: حدثنا أحمد بن الوليد، ثنا عمرو بن عون، أخبرنا عبد السلام به ". اهـ. وانظر: التحفة (٨٩٢) .
1 / 63