154

شرح شذور الذهب

محقق

عبد الغني الدقر

الناشر

الشركة المتحدة للتوزيع

مكان النشر

سوريا

الْكِنَايَة والمكنى وانما بدأت بِهِ لِأَنَّهُ أعرف الْأَنْوَاع السِّتَّة على الصَّحِيح وَهُوَ عبارَة عَمَّا دلّ على مُتَكَلم نَحْو أَنا وَنحن أَو مُخَاطب نَحْو أَنْت وأنتما أَو غَائِب نَحْو هُوَ وهما ثمَّ أتبعت قولي غَائِب بِأَن قلت مَعْلُوم نَحْو ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ أَو مُتَقَدم مُطلقًا نَحْو ﴿وَالْقَمَر قدرناه﴾ أَو لفظا لَا رُتْبَة نَحْو ﴿وَإِذ ابتلى إِبْرَاهِيم ربه﴾ أَو نِيَّة نَحْو ﴿فأوجس فِي نَفسه خيفة مُوسَى﴾ أَو مُؤخر مُطلقًا فِي نَحْو ﴿قل هُوَ الله أحد﴾ ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا﴾ وَنعم رجلا زيد وربه رجلا وقاما وَقعد أَخَوَاك وضربته زيدا وَنَحْو قَوْله (جزي ربه عني عدي بن حَاتِم ...) وَالأَصَح أَن هَذَا ضَرُورَة وَأَقُول لَا بُد للضمير من مُفَسّر يبين مَا يُرَاد بِهِ فَإِن كَانَ لمتكلم أَو مُخَاطب فمفسره حُضُور من هُوَ لَهُ وان كَانَ لغَائِب فمفسره نَوْعَانِ لفظ وَغَيره وَالثَّانِي نَحْو ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ أَي الْقُرْآن وَفِي ذَلِك شَهَادَة

1 / 175