شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
الناشر
دار الوطن للنشر
سنة النشر
١٤٢٦ هجري
مكان النشر
الرياض
تصانيف
علوم الحديث
أما الأول: يقول إنه كان له أبوان شيخان كبيران «وكنت لا أعبق قبلهما أهلًا ولا مالًا» الأهل: مثل الزوجة والأولاد، والمال: مثل الأرقاء وشبهه.
وكان له غنم، فكان يسرح فيها ثم يرجع في آخر النهار، ويجلب الغنم، ويعطي أبويه- الشيخين الكبيران - ثم يعطي بقية أهله وماله.
يقول: «فنأي به طلب الشجر ذات يوم» أي: أبعد بي طلب الشجر الذي يرعاه. فرجع، فوجد أبويه قد ناما، فنظر، هل يسقي أهله وما له قبل أبويه، أو ينتظر حتى برق الفجر؛ أي حتى طلع الفجر- وهو ينتظر استيقاظ أبويه-، فلما استيقظا وشربا اللبن أسقي أهله وما له.
قال: «اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه» ومعناه: اللهم إن كنت مخلصًا في عملي هذا- فعلته من أجلك- فافرج عنا ما نحن فيه.
وفي هذا دليل على الإخلاص لله ﷿ في العمل، وأن الإخلاص عليه مدار كبير في قبول العمل، فتقبل الله منه هذه الوسيلة وانفرجت الصخرة؛ لكن انفراجًا لا يستطيعون الخروج منه.
أما الثاني: فتوسل إلي الله ﷿ بالعفة التامة؛ وذلك أنه كان له ابنة عم، وكان يحبها حبًا شديدًا كاشد ما يحب الرجال النساء «فأرادها
1 / 80