شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
75

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

الرياض

أما الأول: يقول إنه كان له أبوان شيخان كبيران «وكنت لا أعبق قبلهما أهلًا ولا مالًا» الأهل: مثل الزوجة والأولاد، والمال: مثل الأرقاء وشبهه. وكان له غنم، فكان يسرح فيها ثم يرجع في آخر النهار، ويجلب الغنم، ويعطي أبويه- الشيخين الكبيران - ثم يعطي بقية أهله وماله. يقول: «فنأي به طلب الشجر ذات يوم» أي: أبعد بي طلب الشجر الذي يرعاه. فرجع، فوجد أبويه قد ناما، فنظر، هل يسقي أهله وما له قبل أبويه، أو ينتظر حتى برق الفجر؛ أي حتى طلع الفجر- وهو ينتظر استيقاظ أبويه-، فلما استيقظا وشربا اللبن أسقي أهله وما له. قال: «اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه» ومعناه: اللهم إن كنت مخلصًا في عملي هذا- فعلته من أجلك- فافرج عنا ما نحن فيه. وفي هذا دليل على الإخلاص لله ﷿ في العمل، وأن الإخلاص عليه مدار كبير في قبول العمل، فتقبل الله منه هذه الوسيلة وانفرجت الصخرة؛ لكن انفراجًا لا يستطيعون الخروج منه. أما الثاني: فتوسل إلي الله ﷿ بالعفة التامة؛ وذلك أنه كان له ابنة عم، وكان يحبها حبًا شديدًا كاشد ما يحب الرجال النساء «فأرادها

1 / 80