شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
70

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

الرياض

١١- وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب- ﵄ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه- تبارك وتعالي- قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعطيها كتبها الله- تبارك وتعالي- عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات، إلي سبعمائة ضعف، إلي اضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة» (متفق عليه) . [الشَّرْحُ] قوله: (٠ إن الله كتب الحسنات والسيئات»؛ كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين: المعني الأول: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ، فإن الله - تعالي- كتب في اللوح المحفوظ؛ كل شي كما قال الله:) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر: ٤٩) وقال تعالي (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (القمر: ٥٣) فالله - سبحانه وتعالي- كتب السيئات والحسنات في اللوح المحفوظ، إذا عملها العبد فإن الله - تعالي- يكتبها حسب ما تقتضيه حكمته، وحسب ما يقتضيه عدله وفضله. فهاتان كتابتان: كتابة سابقة: لا يعلمها إلا الله ﷿ فكل واحد منا لا يعلم

1 / 75