شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
58

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

رقم الإصدار

١٤٢٦ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثية: ٤) إذا ألقي الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله. انظر إلي هذا الكون من يدبره انظر كيف تتغير الأحوال، كيف يداول الله الأيام بين الناس، حتى تعلم أن لهذا الكون مدبرًا حكيمًا ﷿. الشرك؛ طهر قلبك منه. كيف أطهر قلبي من الشرك؟ أطهر قلبي؛ بأن أقول لنفسي: إن الناس لا ينفعوني إن عصيت الله ولا ينقذونني من العقاب، وإن أطعت الله لم يجلبوا إلي الثواب. فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله. إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله- ﷿ لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلي الخلق. ولهذا من تقرب إلي الخلق بما يتقرب به إلي الله ابتعد عنه، وابتعد عنه الخلق. يعني لا يزيده تقربه إلي الخلق بما يقربه إلي الله؛ إلا بعدًا من الله ومن الخلق؛ لن الله إذا رضي عنك أرضي عنك الناس، وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس، نعوذ بالله من سخطه وعقابه. المهم يا أخي: عالج القلب دائمًا، كن دائمًا في غسيل للقلب حتى يطهر؛ كما قال الله ﷿:) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُم) (المائدة: من الآية٤١) فتطهير القلب أمر مهم جدًا، أسال الله أن يطهر قلبي وقلوبكم، وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين.

1 / 63