شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
الناشر
دار الوطن للنشر
سنة النشر
١٤٢٦ هجري
مكان النشر
الرياض
تصانيف
علوم الحديث
وخطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها» (متفق عليه) .
و«الوعك» مغث الحمي، وقيل: الحمي.
[الشَّرْحُ]
هذان الحديثان: حديث أبي سعيد وأبي هريرة وابن مسعود ﵃ فيهما دليل علي أن الإنسان يكفر عنه بما يصيبه من الهم والنصب والغم وغير ذلك، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالي، يبتلي سبحانه وتعالي عبده بالمصائب وتكون تكفيرًا لسيئاته وحطا لذنوبه.
والإنسان في هذه الدنيا لا يمكن أن يبقي مسرورًا دائمًا، بل هو يومًا يسر ويومًا يحزن، ويومًا يأتيه شيء ويومًا لا يأتيه، فهو مصاب بمصائب في نفسه ومصائب في بدنه. ومصائب في مجتمعه ومصائب في أهله، ولا تحصي المصائب التي تصيب الإنسان، ولكن المؤمن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خير له.
فإذا أصبت بالمصيبة فلا تظن أن هذا الهم الذي يأتيك أو هذا الألم الذي يأتيك ولو كان شوكة، لا تظن أنه يذهب سدي، بل ستعوض عنه خيرًا منه، ستحط عنك الذنوب كما تحط الشجرة ورقها، وهذا من نعمة الله.
وإذا زاد الإنسان على ذلك الصبر والاحتساب، يعني: احتساب
1 / 243