234

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

الرياض

استيقظ الرجل فقال: ما الذي جاء بي إلي حضرة الشيخ؟ قالوا: سبحان الله ! أما أحسست بالضرب الذي كان يضربك اشد ما يكون؟ قال ما أحسست بالضرب ولا أحسست بشيء. والأمثلة علي هذا كثيرة.
هذا النوع من الصرع له علاج يدفعه، وله علاج برفعه.
فهو نوعان:
أما دفعه: فبأن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية الصباحية والمسائية. وهي
معروفة في كتب أهل العلم، منها: آية الكرسي، فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.
ومنها سورة الإخلاص والفلق والناس، ومنها أحاديث وردت عن النبي عليه الصلاة
والسلام، فليحرص الإنسان عليها صباحًا ومساء، فإن ذلك من أسباب دفع أذية الجن.
وأما الرفع: فهو إذا وقع بالإنسان فإنه يقرأ عليه آيات من القرآن فيها تخويف وتحذير
وتذكير واستعاذة بالله ﷿ حتى يخرج.
الشاهد من هذا الحديث قول النبي صلي الله عليه وسلم لهذه المرأة: «إن شئت
صبرت ولك الجنة، فقالت: اصبر» ففي هذا دليل على فضيلة الصبر، وأنه سبب لدخول الجنة. واله الموفق.
* * *
٣٦- وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: كأني أنظر غلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يحكي نبينا من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فادموه، فجعل يمسح الدم عن وجهه، وهو يقول: «اللهم أغفر

1 / 239