137

شرح رياض الصالحين لابن عثيمين

الناشر

دار الوطن للنشر

سنة النشر

١٤٢٦ هجري

مكان النشر

الرياض

الرسول صلي الله عليه وسلم غفر الله لك، فارجع كذب نفسك، قل إني معذور، حتى يستغفر لك الرسول ﵊ فيمن استغفر لهم ممن جاؤوا يعتذرون إليه. فهم أن يفعل ﵁، ولكن الله سبحانه أنقذه وكتب له هذه المنقبة العظيمة التي تتلي في كتاب الله إلي يوم القيامة.
فسال قونه: هل أحد صنع مثلما صنعت؟ قالوا: نعم، هلال بن أمية ومرارة بن الربيع، قالا مثلما قلت، وقيل لهما مثلما قيل لك.
يقول: «فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرًا لي فيهما أسوة» .
أحيانًا يقيض الله للإنسان ما يجعله يدع الشر اقتداء بغيره وتأسيًا به.
فهو- ﵁ لما ذكر له هذان الرجلان- وهما من خيار عباد الله من الذين شهدوا بدرًا - فقال: «لي فيهما أسوة فمضيت» أي: لم يرجع إلي النبي ﵊.
فأمر النبي ﵊ الناس أن يهجروهم فلا يكلموهم.
فهجرهم المسلمون، ولكنهم بعد ذلك صاروا يمشون وكأنهم بلا عقول، قد ذهلوا، وتنكرت لهم الأرض فما هي بالأرض التي كانوا يعرفونها؛ لأنهم يمشون إن سلموا لا يرد ﵈، وإن قابلهم أحد لم يبدأهم بالسلام. وحتى النبي- ﵊ وهو أحسن الناس خلقًا- لا يسلم ﵈ العادي.
يقول كعب: كنت أحضر واسلم على النبي صلي الله عليه وسلم فلا أدري: أحرك شفتيه برد السلام أم لا.
هذا وهو النبي ﵊، وما ظنك برجل يهجر في هذا

1 / 142