[نفي الإمامة عمن أغلق بابه وأرخى ستره]
وأما نفي الإمامة عمن أغلق بابه، وأرخى ستره: فلأنا لا نريد الإمام إلا لسد الثغور، ورأب الثلم، وسياسة الرعية وتفقد أحوالها، وأخذ الحقوق، وإقامة الحدود، وتجييش الجيوش، وحفظ بيضة الإسلام، ومعلوم أنه مع التغيب والإنكتام وإرخاء الستر وطول الحجاب لا يتمكن من أكثر ما ذكرنا فينتقض الغرض بإمامته؛ لأن وجود الإمام على الحد الذي ذكروه لا يزيد على وجود جبريل وميكائيل؛ لأن كل واحد منهم محق قد توارى عنا؛ ولأن العترة الطاهرة قبل حدوث هذه الأقوال الجائرة قد أجمعوا على أن الإمام إذا احتجب عن رعيته ولم ينفذ أمورهم، ويقوم أودهم([13])، ويغني سائلهم، ويقسم بينهم فيئهم، خرج عن كونه إماما؛ لأنه لا يراد لغير ذلك من الراحة والدعة، وكيف يكون إماما من نام الضحوات، وسكن إلى اللذات !!؟، كلا؛ حتى ينعقد نقع الخميس([14]) على جبينه، ويذب عن المسلمين كما يذب الليث عن عرينه([15])، فيصدع ببسالته قلوب المعاندين، ويرأب بشهامته صدع الدين، على منهاج أبي السبطين وولديه -صلى الله وملائكته عليهم وعلى من سار بسيرهم من أولادهم البررة ؛ كأبي الحسين زيد بن علي -عليه السلام- ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة عليهم جميعا أفضل السلام-.
صفحة ٢٨١