181

فإذا لم يصح الإجماع في الأول، لما بينا من الأمور التي بعضها

كاف في وقوع الخلاف، ولا في الثاني؛ لأن للإمساك وجها يصرف إليه وهو الخوف مما وقع أولا؛ لأن أمر أبي بكر ما ازداد إلا قوة حتى مات، فمتى وقع الإجماع بعد بطلانه أولا وآخرا، وهذا واضح، فبطل دعوى الإمامة لأبي بكر بذلك.

[بيان بطلان أخبار البكرية]

فإن قيل: إنا ندعي الإمامة لأخبار روتها البكرية([18]) عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

قلنا: الإمامة من أصول الدين الكبار، والتعبد بها عام للكافة، فالأدلة عليها يجب أن تكون معلومة ليحسن التكليف بها، كما قلنا في الأدلة على إمامة أمير المؤمنين -عليه السلام-، ونحن أهل البحث فلم نعلم ما روت البكرية، ولايمكنهم دعوى ظهوره للكافة، فبطل ما قالوا.

صفحة ٢١٩