شرح قطر الندى وبل الصدى

ابن هشام الأنصاري ت. 761 هجري
53

شرح قطر الندى وبل الصدى

محقق

محمد محيى الدين عبد الحميد

الناشر

القاهرة

رقم الإصدار

الحادية عشرة

سنة النشر

١٣٨٣

وَقد تصلح للمعنيين مَعًا كَقَوْلِه تَعَالَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفيء إِلَى أَمر الله يحْتَمل ان الْمَعْنى كي تفيء أَو أَن تفيء وَالنّصب فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَمَا أشبههَا بِأَن مضمرة بعد حَتَّى حتما لَا بحتى نَفسهَا خلافًا للكوفيين لِأَنَّهَا قد عملت فِي الْأَسْمَاء الْجَرّ كَقَوْلِه تَعَالَى حَتَّى مطلع الْفجْر حَتَّى حِين فَلَو عملت فِي الْأَفْعَال النصب لزم أَن يكون لنا عَامل وَاحِد يعْمل تَارَة فِي الْأَسْمَاء وَتارَة فِي الْأَفْعَال وَهَذَا لَا نَظِير لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَأما رفع الْفِعْل بعْدهَا فَلهُ ثَلَاثَة شُرُوط الأول كَونه مسببا عَمَّا قبلهَا وَلِهَذَا امْتنع الرّفْع فِي نَحْو سرت حَتَّى تطلع الشَّمْس لِأَن السّير لَا يكون سَببا لطلوعها الثَّانِي أَن يكون زمن الْفِعْل الْحَال لَا الِاسْتِقْبَال على الْعَكْس من شَرط النصب إِلَّا أَن الْحَال تَارَة يكون تَحْقِيقا وَتارَة يكون تَقْديرا فَالْأول كَقَوْلِك سرت حَتَّى أدخلها إِذا قلت ذَلِك وَأَنت فِي حَالَة الدُّخُول وَالثَّانِي كالمثال الْمَذْكُور إِذا كَانَ السّير وَالدُّخُول قد مضيا وَلَكِنَّك أردْت حِكَايَة الْحَال وعَلى هَذَا جَاءَ الرّفْع فِي قَوْله تَعَالَى حَتَّى يَقُول الرَّسُول لِأَن الزلزال وَالْقَوْل قد مضيا وَالثَّالِث أَن يكون مَا قبلهَا تَاما وَلِهَذَا امْتنع الرّفْع فِي نَحْو سيري حَتَّى أدخلها وَفِي نَحْو كَانَ سيري حَتَّى أدخلها إِذا حملت كَانَ على النُّقْصَان دون التَّمام الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة بعد أَو الَّتِي بِمَعْنى إِلَى أَو إِلَّا فَالْأول كَقَوْلِك لألزمنك أَو تقضيني حَقي أَي إِلَى أَن تقضيني حَقي وَقَالَ الشَّاعِر

1 / 68