شرح القصائد العشر
الناشر
عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية
ما يبرُكُ من الجمال والنوق على الماء وبالفلاة من حر الشمس أو الشبع، الواحد بارك، والأنثى باركة، وقيل لها برك لاجتماع مباركها، وبرك البعير إذا ألقى صدره على الأرض، يقال للصدر: برك وبركة، ويقال: أن البركة مشتقة من البرك؛ لأن معناها خير مقيم وسرور يدوم، وقولهم (مُبارك) معناه الخير يأتي بنزوله، و(تبارك الله) منه، ونواديها: ما ندَّ منها، ويروى (هواديها) وهو أوائلها، والهجود:
النيام، وإنما خصَّ النوادي لأنه أراد: لا يفلت من عقري ما قرب وما شذّ، وأمشي: حال، أي قد أثارت مخافتي نوادي هذا البرك في حال مشي إليه بالسيف.
(فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلاَلَة ... عَقِيلَةُ شَيْخٍ كَالْوَبِيلِ يَلَنْدَدِ)
الكهاة: الضخمة المسنة، والخيف: جلد الضرع الأعلى الذي يُسمى الجراب، وناقة خيفاء: إذا كان ضرعها كبيرا، والجُلال والجليلة: العظيمة، والوبيل: العصا، وقيل: هي خشبة القصَّارين، وكل ثقيل وبيل، ومنه قوله ﷿: (فَأَخَذْنَاهُ أَخَذًا وَبِيلًا)، واليلندد: الشديد الخصومة.
(يَقُولُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيفُ وَسَاقُهَا: ... أَلَسْتَ تَرَى أن قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَْيِدِ؟)
تر الوظيف: انقطع، وأتررته: قطعته، والوظيف: عظم الساق والذراع، والمؤيد: الداهية، ويروى (بُمويد) أي جئت بأمر شديد يُشدد فيه من عقرك هذه الناقة.
1 / 96