252

شرح القصائد العشر

الناشر

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

(فيها) أي في هذه المواضع، وقوله: (فأبكى) ليس بجواب لقوله (لا أرى) ولو كان جوابا لنصبه، ولكنه خبر، فهو في موضع رفع؛ لأنه خبر إنه يبكي كما خبر إنه لا يرى من عهد بها فيها، ودلها: أي باطلا، وقيل: هو من قولهم: (دلهني) أي حيرني، وهو منصوب على البيان، كما تقول: امتلأ فلان غيظا، وقوله: (وما يرد البكاء؟) ما: في موضع نصب بيرد، والمعنى: وأي شيء يرد البكاء، أي ليس يغني شيئا. (وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ النَّا ... رَ أَصِيلًا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ) ويروى (أخيرا) قوله: (وبعينيك) أي: برأي عينيك أوقدت هند النار، وهند ممن كان يواصل، أخبر إنه رأى نارها عند آخر عهده بها لقوله: (أخيرا) وقوله: (تُلوى بها العلياء) معناه: ترفعها وتضيئها له، والعلياء: المكان المرتفع من الأرض، وإنما يريد العالية، وهي الحجاز وما يليه من بلاد قيس. (أَوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيقِ فَشَخْصَيْ ... نِ بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ) شخصان: أكمة لها شُعبتان، وقوله: (بِعُود) أراد العود الذي يُتبخر به، وقوله: (كما يلوح الضياء) قيل: يعني ضياء الفجر، وقيل: يعني ضياء النار، يصف أنها أوقدت بالعود حتى أضاء كما تضيء النار التي تُوقد بالعود، والكاف في قوله: (كما) في موضع نصب؛ لأنها نعت لمصدر محذوف، والمعنى: أوقدتها إيقادا مثل ما يلوح الضياء. (فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَا مِنْ بَعِيدٍ ... بِخَزَارٍ، هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاَءُ)

1 / 253