193

شرح القصائد العشر

الناشر

عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية

بركت فحنَّت، فشبه صوت حنينها بصوت المزامير، وقيل: إنما يصف إنها بركت على موضع قد حسر عنه الماء وجف، فله صوت، والوجه الأول أجود؛ لأن القصب الأجش معروف إنه من قصب الزمر، ولهذا قيل: هو المخرَّقُ. (وكأَنَّ رُبًّا أو كُحَيلًا مُعْقَدًا ... حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُمِ) الكحيل: القطران، شبه عرق الناقة بالرُّبِّ أو القطران، وقيل: الكحيل هناء تهنأ به الإبل من الجرب شبيه بالنفط، يقال له الخضخاض، والمُعقد: الذي أوقد تحته حتى انعقد وغلظ، وقال أبو جعفر: الكحيل رديء القطران يضرب إلى الحمرة ثم يسود إذا اعقد، والوَقُود: الحطب، والوُقُودُ بالضم المصدر، فيجوز أن يكون الوقود مرفوعا بحش، وجوانب منصوبة على أنها مفعولة، ويجوز أن يكون حش بمعنى احتش، أي اتقد، كما يقال: هذا لا يخالطه شيء، أي لا يختلط به، ويكون جوانب منصوبة على الظرف. (يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَي غَضُوبٍ جَسْرةٍ ... زَيّافةٍ مِثْلِ الفَنيقِ المُكْدَمِ) قال ابن الأعرابي: ينباع ينفعل من (باع يبُوع) إذا مرَّ مرا لينا فيه تلو كقول الآخر: ثُمَّتَ يَنْبَاعُ انْبِيَاعَ الشُّجَاع وأنكر أن يكون الأصل فيه ينبعُ، وقال: ينبعُ يخرج كما ينبع الماء من الأرض، ولم يرد هذا، إنما أراد

1 / 194