شرح القصائد العشر
الناشر
عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة الثانية
ما لا ينبغي، وروى الأصمعي (فمن مبلغ الأحلاف عنى) يريد مبلغ الأحلاف، على أن يحذف التنوين لالتقاء الساكنين، وحكى عن عمارة إنه قرأ (وَلاَ الليلُ سَابِقُ النّهَارَ).
(فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فيِ صُدُورِكُمْ ... لَيخْفَى، وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلمِ)
ويروى (ما في نفوسكم) يقول: لا تكتموا الله ما صرتم إليه من الصلح، وتقولوا أنا لم نكن نحتاج إلى الصلح، وإنا لم نسترح من الحرب، فإن الله يعلم من ذلك ما تكتمونه، وقال أبو جعفر: معنى البيت لا تظهروا الصلح وفي أنفسكم أن تغدروا كما فعل حصين بن ضمضم إذ قتل ورد بن حابس بعد الصلح، أي صححوا الصلح.
(يُؤَخّرْ فَيُوضَعْ فيِ كِتَاب فَيُدَّخَرْ ... لِيَوْمِ الحِسَابِ، أو يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ)
أي لا تكتمن الله ما في نفوسكم فيؤخر ذلك إلى يوم الحساب فتحاسبوا به، أو يعجل في الدنيا لكم النقمة له، وقال بعض أهل اللغة: يؤخر بدل من يعلم، كما قال ﷿: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ) وكما قال الشاعر:
مَتَى تَأَتِنَا تُلْمِمْ بِنَا فيِ دِيَارِنَا ... تَجِدْ حَطَبَا جَزْلاَ وَنَارًا تَأَجَّجَا
فأبدل تلمم من تأتنا، وأنكر بعض النحويين هذا، وقال: لا يشبه هذا قوله (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ) لأن مضاعفة العذاب هو لقي الأثام، وليس التأخير العلم، ألا ترى أنك تقول: أن تُعطني تحسن إلى أشكرك، فتبدل تحسن من تعطني؛ لأن العطية إحسان، ولا يجوز أن تقول: أن
1 / 115