شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات
محقق
عبد السلام محمد هارون
الناشر
دار المعارف [سلسلة ذخائر العرب (٣٥)]
رقم الإصدار
الخامسة
تصانيف
وقوله (بأنواع الهموم) معناه بضروب الهموم. وقوله (ليبتلى) معناه لينظر ما عندي من الصبر
والجزع. قال الله ﷿: (وبَلَوْناهُم بالحسَنَات والسَّيِّئاتَ) معناه واختبرناهم بالخصب والجدب.
وقال الله ﵎: (يوم تُبْلَى السَّرائر) معناه تختبر السرائر. وقال أبو الأسود:
أرَيتَ امرأً كنتُ لم أبْلُه ... أتاني فقال اتَّخذْني خليلا
ويقال: لتبلون منى هذه الفلاة صبرا عليها، أي بتختبرن.
والليل خفض بإضمار رب، والكاف في موضع خفض على النعت لليل، وهي خافضة للموج،
والموج مضاف إلى البحر، ومرخ نعت لليل، والسدول منصوبة بمرخ، وعلى صلة مرخ، والباء
صلة له أيضا وهي خافضة للأنواع، والأنواع مضافة إلى الهموم، ويبتلى في موضع نصب بلام كي، والتقدير لكي يبتلى، قال الله ﷿: (يُريدون ليطفئوا نُوَر الله بأفواههم) فيطفئوا نصب بلام كي،
والتقدير: لكي يطفئوا. وقال البصريون: يبتلى نصب بإضمار أن، والتقدير عندهم لأن يبتلى، وكذلك
يتأولون قول الله ﷿: (يًريدون ليُطْفِئُوا) يزعمون أن التقدير يريدون لأن يطفئوا.
(فقُلتُ له لمَّا تَمطَّى بصُلْبِهِ ... وأَردَفَ أَعجازًا وناءَ بكَلْكَلِ)
قوله (لما تمطى بصلبه): لما تمدد بوسطه. يقال: تمطى الرجل، إذا تمدد، أي مد مطاه، أي ظهره.
ويقال: مطوت أمطو، اذا مددت في السير. ويقال تمدد الرجل، أي تمطى، إذا تبختر. والصلب:
الوسط.
وروى الأصمعي:
1 / 75