بسم الله الرحمن الرحيم
قال امرؤ القيس بن حجر الكندي الملك بن عمرو المقصور. وإنما سمى المقصور لأنه اقتصر على
ملك أبيه. هذا قول يعقوب بن السكيت.
وقال أحمد بن عبيد: إنما سمي المقصور لأنه قُصر على ملك أبيه، كأنه كرهه فمُلِّك شاء أو أبى.
وقال: هذا أصح ما قيل في ذلك.
قال أبو بكر: وسمعت أبا العباس أحمد بن يحيى يقول: امرؤ القيس بمنزلة عبد الله وعبد الرحمن.
وفي إعرابه أربعة أوجه، يقال: قال امرؤ القيس بضم الراء والهمزة، وقال امرأ القيس بفتح الراء
وضم الهمزة، وقال مُرءُ القيس بضم الميم والهمزة بغير ألف، ويقال مَرء القيس بفتح الميم وضم
الهمزة. فمن ضم الراء والهمزة أو الميم والهمزة قال: هو معرب من وجهتين. ومن فتح الراء أو
الميم قال: هو معرب من جهة واحدة. وعلى هذا تقول: أعجبني شعر امرئ القيس بكسر الراء
والهمزة، وتقول: أعجبني شعرُ امرأ القيس بفتح الراء وكسر الهمزة، وأعجبني شعر مِرء القيس
بكسر الميم والهمزة، وأعجبني شعر مرء القيس بفتح الميم وكسر الهمزة.
ويقال له: آكل المُرار. وإنما سمى آكل المرار لأنه غضب غضبة لأمر بلغه فجعل يأكل المُرار وهو
لا يعلم بمرارته؛ لشدة غضبه - والمرار: نبت شديد المرارة - فسمي آكل المرار لذلك. هذا قول أبي
نصر.
وقال قوم: إنما سمى أكل المرار لأنه حين لقي ابن الهبُولة الغساني جعل يأكُل اصل الشجرة المُرة،
وهي شجرة المُرارة، وإذا أكلتها الإبل تقلصت مشافرها.
وقال: أحمد بن عبيد: إنما سمى آكل المرار لأن الملك الغساني سبى امرأته فقال لها: ما ظنُّك
بحُجْر؟ فقالت: كأنه به قد طلع عليك كأنه جمل آكل مُرار! والجمل إذا أكل المرار أزبد.
1 / 3