(ومن استؤصلت) قطعت من الأصل (أنفه)، ويجوز تذكير الأنف (أمر بأصبعيه على المحل) بالغسل، وإنما يغسل ما دار عليه جدر الأنف لا محل الجدر، والظاهر الاقتصار على همزة أمر أو على الباء، إلا إن كانت الباء زائدة أو قدر المفعول أي أمر الماء، بل هو المتعين وهمز إصبع وباؤه مثلثان، فذلك تسع لغات والعاشرة أصبوع بضم الهمزة وهو مؤنث وقد يذكر، (ويدخلهما إلى العظم إن سلمت) أو سلم ما يليه، وما قطع منهما أمر بإصبعه عليه (وأمكن ) أو بقي منه موجبه بعد جذب الماء بالخياشيم ثم يستنثر النفس بهما. ويمضمض بإدخال السبابة في شدقه
----------------------
الإدخال، وإن لم يمكن لفرط ضيقها أو عظم الإصبع لم يلزمه إدخال غير الإصبع، وأراد بالإصبعين الوسطى والسبابة، أو السبابة والإبهام من الشمال، ويكفي غيرهما من أي يد، ويكفي إصبع واحدة تدخل في ثقبة وفي أخرى، (أو بقي منه) من المحل أو من الأنف تذكيرا بعد تأنيث (موجبه): أي موجب الإدخال اسم فاعل أوجب بمعنى مثبت أو فارض فإن إدخال الإصبع في الأنف والفم قيل: فرض، وقيل: لا، (بعد) متعلق بيدخل، (جذب الماء بالخياشيم) جمع خيشوم وهو ما فوق نخرة الأنف القصبة وما تحتها من حشارم الرأس، وواحد الغراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ، أو عروق في بطن الأنف، ونخرة الأنف مقدمته، أو خرقه، أو ما بين المنخرين، أو أرنبته وقصبته ما استطال منه أو مخرج النفس، (ثم يستنثر) بإعجام الثاء الأخيرة أي يخرج (النفس) بفتح الفاء، (بهما) أي بالإصبعين من اليسرى، أي يخرج الماء مفرقا بتشديد النفس بسبب
وضع الإصبعين على طرفي الثقبتين، وإن بلع ماء أنفه أو فمه ولم يخرجه فلا بأس، وقيل لا يكفي، وإن أخرجه بلا نثر من أنفه فلا بأس إن كان حصل ذلك بشده بإصبعيه مثلا على فمه أو أنفه وتحريكه أنفه بجملتها من خارج أو بإدخال الإصبعين.
صفحة ٨٦