شرح نهج البلاغة
محقق
محمد عبد الكريم النمري
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هجري
مكان النشر
بيروت
وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة .
وأما البيت الذي تمثل به عليه السلام ، فإنه للأعشى الكبير أعشى قيس . وهو أبو بصير ميمون ابن قيس بن جندل ، من القصيدة التي قالها في منافرة علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل ، وأولها :
علقم ما أنت إلى عامر . . . الناقض الأوتار والواتر
يقول فيها :
وقد أسلي الهم إذ يعتري . . . بجسرة دوسرة عاقر
زيافة بالرحل خطارة . . . تلوي بشرخي ميسة قاتر
- شرخا الرحل : مقدمه ومؤخره ، والميس : شجر يتخذ منه الرحال ، ورحل قاتر : جيد الوقوع على ظهر البعير - :
شتان ما يومي على كورها . . . ويوم حيان أخي جابر
أرمي بها البيداء إذ هجرت . . . وأنت بين القرو والعاصر
في مجدل شيد بنيانه . . . يزل عنه ظفر الطائر تقول : شتان ما هما ، وشتان هما ، ولا يجوز : شتان ما بينهما ، إلا على قول ضعيف . وشتان : أصله شتت ، كوشكان ذا خروجا ، من وشك . وحيان وجابر ابنا السمين الحنفيان ، وكان حيان صاحب شراب ومعاقرة خمر ، وكان نديم الأعشى ، وكان أخوه جابر أصغر سنا منه ، فيقال : إن حيان قال للأعشى : نسبتني إلى أخي ، وهو أصغر سنا مني ! فقال : إن الروي اضطرني إلى ذلك ، فقال : والله لا نازعتك كأسا أبدا ما عشت . يقول : شتان يومي وأنا في الهاجرة والرمضاء ، أسير على كور هذه الناقة ويوم حيان وهو في سكرة الشراب ، ناعم البال ، مرفه من الأكدار والمشاق . والقرو : شبه حوض ، يتخذ من جذع أو من شجر ينبذ فيه ، والعاصر : الذي يعتصر العنب . والمجدل : الحصن المنيع .
صفحة ١٠٥